الرئيسية
الأحداث
ذهب الأكال بقي الرزاق
أراد حاتم الأصم العالم الزاهد
اراد ان يحج الى بيت الله الحرام وكان رجلا فقيرا
فجمع أولاده وقال لهم
أريد الحج
وان لي من الأموال ما تكفي للذهاب والاياب
ويبقى لكم القليل من المال
فمسكت به زوجته وقالت لمن تتركنا
وقال أولاده
يا أبانا
اذا نفد ما عندنا
ماذا نفعل؟!
فقالت البنت لامها واخوتها
دعوه يذهب ما علمناه الا اكالا لا رزاقا
فاذا ذهب الأكال بقي الرزاق
فانصرف حاتم وتركهم مستبشرا
وبعد أيام نفد طعامهم
وبدأ الأولاد يلومون أختهم ويقولون لها
أنتِ السبب
ويتطاولون عليها بالشتائم
فبكت ودخلت تصلي وتدعو الله عز وجل وتطلب الغوث من العلى القدير
ومرت ايام وهم على هذه الحالة
وهم يزدادون جوعاً
يزيدونها توبيخاً
وهى تذيد صلاة ودعاءا
فمر الخليفة امير المؤمنين على بيتهم المتواضع وكان خارجاً في رحلة صيد
وقد اصابه وجنوده عطش الشديد ونفد الماء من ايديهم
فأمر الخليفة أحد جنوده ان يذهب الى هذا البيت ويطلب منهم الماء
فقدموا لهم الماء بوفرة
فلما شرب فاستطعمه وكأنه يشرب الماء لأول مرة من شدة العطش
فأراد الخليفة ان يكافئهم لانهم سقوه الماء
فسأل: بيت من هذا؟
فقالوا: انه بيت حاتم الأصم
وكان حاتم { ض} معروفاً بالصلاح عند الناس
وأخبروه انه ذهب للحج
ولم يترك لأهل بيته النفقة الكافية.
فما ان سمع الأمير بهذا الخبر
خلع حزاما مرصعا بالجواهر بالأحجار الكريمة والقاه فى بيتهم
نادى على أصحابه من الوجهاء والتجار
من كان منكم يحب الله ورسوله
فليتصدق عليهم
واخذ كل منهم يتصدق بما يحمل معه من ذهب او مال
فجمعو المال الوفير
وفرح الأولاد بالمال الكثير
وبكت هذه البنت وهي تحمد الله
وهى تقول هذه نظرة من عين مخلوق أغنتنا
فكيف بنظرة من عين الخالق سبحانه.
جاء رجل الى الحسن البصري، فقال له: ان السماء لا تمطر.
فقال له الحسن: استغفر الله.
ثم جاءه رجل آخر فقال له: أشكو الفقر.
فقال له الحسن: استغفر الله.
ثم جاءه آخر فقال له: امرأتي عاقر لا تلد.
فقال له الحسن: استغفر الله.
فقال له الحاضرون: أو كلما جاءك شاكٍ، قلت له «استغفر الله».
فقال الحسن البصري: ألم تقرؤوا قوله تعالى {فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.
